ما هو التوتر العصبي والضغط النفسي؟ وما هي أنواعه؟

سوف نتعرف في هذا المقال على ما هو التوتر العصبي والضغط النفسي؟ وما هي أنواعه؟ تابع القراءة حتى النهاية للمزيد من المعلومات بخصوص الإجهاد (Stress). وكذلك التعرف على  الفرق بين التوتر الحاد والمزمن وأيهما أخطر بالنسبة لصحة الإنسان الجسدية والنفسية.

ما هو الضغط النفسي والتوتر العصبي؟
ما هو التوتر العصبي والضغط النفسي

ما هو الضغط النفسي والتوتر العصبي؟

التوتر (بالإنجليزية : stress) يسمى أيضا الضغط أو الإجهاد وهو مفهوم عام وشامل من الصعب إيجاد تعريف دقيق له. لكن يمكن الإشار إليه في علم النفس العصبي بأنه أي شيء قد يؤدي بشكل أو بآخر إلى إفراز هرمونات التوتر الأدرينالين والكورتيزول. التي تتسبب في حدوث حالة من عدم التوازن تصيب الإنسان وتضطرب فيها بشكل لحظي أو مزمن وظائفه الجسدية، النفسية، العقلية والسلوكية.

 الضغط النفسي أو التوتر العصبي يصيب جميع الكائنات الحية على وجه الأرض بما في ذلك الإنسان فهو إستجابة طبيعية تطورت غريزيا منذ القدم. للحفاظ على الأنواع من المخاطر والتهديدات التي يتعرضون لها ثم الخروج بأساليب وطرق لمواجهتها. صحيح أن الجنس البشري أصبح يتعامل مع التوتر بطرق أكثر تطورا لكن الأليات الفيزيولوجيا داخل جسمه لا زالت تعمل بشكل بدائي مثل جميع الكائنات الأخرى.

التوتر العصبي والضغط النفسي بجرعة زائدة له العديد من الأضرار كما أكدت هذه الدراسة على موقع healthline. حيث صحيح أن جميع الكائنات الحية التي تعيش على سطح الأرض تتعرض للتوتر والإجهاد. وتحتاج إليه بدرجات متفاوتة للتأقلم والتكيف وكذا التعايش مع طبيعة المثيرات التي تصادفها يوميا. لكن يجب الإنتباه إلى أن التوتر والضغط عندما يتجاوز جرعته الطبيعية من الممكن أن يتسبب في ظهور عدة إضطرابات وأمراض جسدية، نفسية وعقلية. ولهذا وجب على كل إنسان في وقتنا الحاضر تعلم بعض الأساليب والتقنيات التي يمكن من خلالها تقليل حجم التوتر والإجهاد الذي نتعرض له بشكل يومي.

الإجهاد "الضغط النفسي" لا يمكن حاليا بسبب تسارع نمط الحياة أن نتهرب منه فالجميع بدون إستثناء يتعرض للتوتر بشكل يومي. حيث أن قائمة أنواع التوتر أصبحت متعددة جدا، إضافة لذلك فإن نتائج الدراسات والأبحاث العلمية التي تقدمها منظمة الصحة العالمية تشير أن أغلب المرضى حاليا. الذين يزورون المستشفيات يعانون من أعراض التوتر المزمن مثل القولون العصبي أو بومزوي، نوبات الهلع، الإكتئاب، القلق المرضي، العياء والتعب المستمر.... 

أنواع التوتر العصبي والضغط النفسي ؟

حسب مراجع علم النفس وعلم الأعصاب فإن هناك نوعين من التصنيف للتوتر العصبي أو الضغط النفسي "الإجهاد". التصنيف الأول يكون حسب المدة الزمنية التي يتعرض لها الشخص للتوتر أو الإجهاد والتصنيف التاني يكون حسب المصدر والمثير الذي يأتي منه التوتر (الضغط) : 

التصنيف الأول 

• التوتر العصبي الحاد (acute stress) : هي حالة طارئة لا تدوم طويلا يتعرض فيها الإنسان للتوتر لوقت وجيز ثم يعود كل شيء كما كان. ويعود الإنسان إلى وضعيته وحالته الطبيعية السابقة. مثلا تصور معي أنك تمشي في الغابة وفجأة ظهر أمامك حيوان مفترس بسرعة كبيرة سوف تظهر عليك جميع علامات التوتر : مثل تسارع في ضربات القلب، رهاب وخوف شديد، صعوبة في عملية التنفس، غازات وغرغرة في البطن، إرتفاع درجة الحرارة، جفاف في الفم ....

أعراض الضعط النفسي الحاد هذه هي حالة طبيعية يتعرض لها كل إنسان وكل كائن حي. ويكون الهدف من ورائها في هذا المثال حفظ النوع بالدرجة الأولى والتحضير لسلوك المواجهة أو الهروب. وقد تكون أمثلة أخرى لها فوائد متعددة تتماشى مع نوع المثير المسؤول عن التوتر مثلا التوتر الحاد الذي تشعر به ليلة الإمتحان أو المقابلة الشفهية. هو أمر طبيعي من المفروض أن يشعر به كل إنسان كي يكون في أثم الإستعداد لإجتياز الإمتحان أو المقابلة الشفهية. في هذه الحالة يكون التوتر إيجابيا " Eustress or positive stress " وله العديد من الفوائد على الصحة الجسدية، النفسية، العقلية والسلوكية.

• التوتر العصبي المزمن (Chronic stress) : هي حالة دائمة يتعرض فيها الكائن الحي سواء كان إنسان أو حيوان بإستمرار للتوتر العصبي والضغط النفسي المزمن. الشيء الذي تعجز فيه وظائفه الجسدية والنفسية على إستعادة توازنها السابق ويعرضها بذلك للإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات المزمنة : مثل القولون العصبي أو بومزوي، الإكتئاب، نوبات الهلع، ضيق وصعوبة التنفس، العياء والتعب المزمن، فقدان الذاكرة، العدوانية والتخلف السلوكي....

الضغط النفسي والتوتر العصبي المزمن له العديد من الأمثلة نأخذ منها الطفل الذي نشأ وتربى في أسرة تعج بالمشاكل بين الأب والأم. وتعرض فيها لمدة طويلة لجل أنواع الحرمان العاطفي المرافق للعنف الجسدي واللفضي أو تصور معي ذلك المدمن. الذي يدخل لجسمه يوميا ولسنوات طويلة مواد ومخدرات سامة أو حتى ذلك المدمن على سلوكيات معينة مثل إدمان الإستمناء أو إدمان الإنترنت. والذي يحرم نفسه من النوم والراحة من أجل تصفح مواقع التواصل الإجتماعي أو المواقع الإباحية التي تزيد في تأجيج أعراض التوتر المزمن.

 التوتر العصبي والضغط النفسي المزمن نجده كذلك في المثال التالي للفتاة التي إنفصل عنها حبيبها الذي كان يواعدها بالزواج. تعيش هي أيضا حالة من التوتر العصبي والضغط النفسي المزمن. وكذلك المقاول المفلس الذي إنهارت شركته وتحطمت أحلامه في بناء أسرة والزواج من عشيقته قد أصبح بين عشية وضحاها يعيش نفس الحالة. والأمثلة على هذا النوع من حالات التوتر المزمن عديدة ومتعددة. لا يسع المجال لذكرها لكن الشيء الذي يجب الإنتباه إليه هو أنه مهما كان نوع التوتر المزمن الذي تعاني منه. فإنه يكون سلبي " Distress or Negative stress " وتكون نتائجه وخيمة كما ذكرنا سابقا على الصحة الجسدية، النفسية، العقلية والسلوكية.

التصنيف التاني 

• التوتر الفيزيولوجي (physiological stress) : نتحدث عن التوتر الفيزيولوجي عندما يحدث خلل وإضطراب في إعدادات الفيزيولوجيا. بمعنى أنها تكون في حالة إرتفاع أو إنخفاظ عن قيمها الطبيعية التي تكون عليها دائما. هذه الإعدادات هي درجة الحرارة، تركيز المعادن والفيتامينات، تركيز السكر، تركيز الأنزيمات، الهرموانات والنواقل العصبية، قيمة PH....). جسم الإنسان عادة عندما يلتقط أي إرتفاع أو إنخفاظ لهذه الإعدادات عن قيمها الطبيعية. فإنه يعود تلقائيا بفضل آلية homeostasis إلى القيم الطبيعية عن طريق إفراز الأدرينالين والكورتيزول. كإشارة للدماغ أن هناك شيء ليس على ما يرام في الدم ثم بعد ذلك تنطلق سلسلة من العمليات الكيميائية التي تعيد الجسم كما كان سابقا.

• التوتر النفسي (psychological stress) : يقصد بهذا النوع من التوتر الوضعية غير متزنة التي تصيب الجهاز النفسي. من حيث زيادة المشاعر السلبية على المشاعر الإيجابية أو العكس وكمثال لهذا الأمر نجد مرضى الإكتئاب. الذين يعانون من زيادة الشعور بالحزن الشديد طوال الوقت مقارنة بشعور السعادة والفرح الذي يكون نادرا أو غير موجود نهائيا. وهذا الأمر تكون مسؤولة عنه الإفرازات العالية من هرمون الأدرينالين والكورتيزول. بالمقارنة مع الإفرازات المنخفظة للنواقل العصبية السيروتونين، الدوبامين، الأندورفين، الميلاتونين...

• التوتر العاطفي (emotional stress) : هذا النوع من التوتر يعاني منه العشاق أي الذين يقعون في الحب. خصوصا في بداية العلاقة العاطفية أو نهايتها عندما تفشل علاقتهم حيث يصابون بحالة من عدم التوازن يكون من أعراضها : الأرق، إنقطاع الشهية، الكآبة، عدم الإهتمام بالذات، الإنطواء والعزلة....). ويحدث هذا الأمر نتيجة إفرازات الأدرينالين والكورتيزول العالية التي تقوم بتهييج الجهاز العصبي.

• التوتر المعرفي (cognitive stress) : الأفكار التي تعتبر الوحدة الوظيفية والبنيوية للعقل البشري تستهلك طاقة كبيرة جدا أثناء النشاط الذهني الشديد. التي قد تصل إلى %26 من طاقة الجسم الإجمالية هذا في حالة كان الشخص يفكر بطريقة إيجابية. لكن إذا كان العكس أي يفكر بطريقة سلبية فإن النشاط العقلي يستهلك طاقة الجسم بنسب عالية جدا. علما أن الطاقة داخل جسم الإنسان تفكك من خلال إفراز الأدرينالين والكورتيزول فإن التفكير الشديد يؤدي إذن إلى إفراز هرمونات التوتر والقلق.

• التوتر البدني (physical stress) : تظهر مجموعة من الأعراض الجسدية والنفسية عندما نمارس مجهود بدني ما. حيث تزداد ضربات القلب، يرتفع إيقاع التنفس، تتوقف عملية الهضم، تنشط الغدد العرقية، تتوسع الشرايين والأوردة...). هذه الأعراض وغيرها تسببها الإفرازات العالية من الأدرينالين والكورتيزول. إذن نستنتج أن النشاط البدني هو في الحقيقة توتر وإجهاد إلا أنه جيد ومفيد لصحة الإنسان إذا تم طبعا ممارسته بطريقة معقلنة ومققنة.

• التوتر الجنسي (sexual stress) : تؤدي الإثارة الجنسية إلى تزايد ضربات القلب، توسع الشرايين، توقف عملية الهضم، تعرق الجسم، إرتفاع الحرارة، تزايد إيقاع التنفس...). هذه الأعراض وغيرها تحدث بسبب الإفرازات العالية من الأدرينالين والكورتيزول وبالتالي فإن الإثارة الجنسية هي في نهاية المطاف عبارة عن توتر وإجهاد. والأسوء في الأمر أننا أصبحنا في عصر الإباحية نتعرض إلى هذا النوع من التوتر بشكل يومي. الشيء الذي يحوله من التوتر الحاد والمفيد لصحة الإنسان الجسدية والنفسية إلى التوتر المزمن الذي يهدد الصحة بالأمراض والإضطرابات.

• التوتر السمعي (audio stress) : إن الإنسان وجميع الكائنات الأخرى مهيئة غريزيا إلى تحرير الأدرينالين والكورتيزول في الدورة الدموية بمجرد إلتقاط وسماع الأصوات العالية. فالطفل الصغير مثلا لو سمع صوت عالي فإنه سوف يصرخ تلقائيا وترتفع ضربات قلبه، ويزداد إيقاع تنفسه، وترتفع حرارته...). هذه الأعراض وغيرها تحدث بسبب التوتر السمعي والأمر الأسوء في ذلك أننا يوميا. نتعرض إلى هذا التوتر بسبب ضجيج السيارات والموسيقى العالية الشيء الذي يعرض الإنسان إلى العديد من المشاكل الصحية على المدى البعيد.

• التوتر الكيميائي (chemical stress) : المقصود بهذا النوع من التوتر مجموعة المواد الكيميائية التي يتناولها الإنسان من خلال الفم. مثل تناول الأعشاب السامة والأغذية الملوثة بالمبيدات الكيميائية والمعادن الثقيلة أو يشتمها من خلال الأنف مثل تلوث الهواء بعوادم السيارات أو حرائق الغابات والمواد البلاستيكية. أو يلمسها من خلال الجلد مثل المواد الكيميائية السامة التي توضع على الجلد أو لدغة الحيوانات والحشرات أو مخلفات أسلحة الدمار الشام والأسلحة النووية.

• التوتر التقني (technical stress) : شهد العالم من بداية القرن العشرين ثورة غير مسبوقة في الصناعات الدقيقة. التي غيرت معالم الحياة وساهمت في نقلة نوعية من الناحية التكنولوجية. صحيح أن العالم التقني الذي أصبحنا نعيش فيه في الآونة الآخيرة له عدة مزايا لكن على الرغم من ذلك فإن عيوبه لا تعد ولا تحصى. خصوصا من جهة الإستعمالات غير مقننة للهواتف والحواسيب التي حولت الإنسان إلى عبد وجعلته يتعرض إلى العديد من الأمراض والإضطرابات الجسدية، النفسية والسلوكية.


أحبابي الكرام وصلنا لنهاية هذه التدوينة لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة إلى اللقاء
عبد الهادي اليزغي

الصحة فري - لكل مرض علاج

الكاتب : عبد الهادي اليزغي
صفحة فيسبوك الصحة فري - لكل مرض علاج قناة يوتيوب الصحة فري - لكل مرض علاج صفحة تويتر الصحة فري - لكل مرض علاج صفحة لنكدن الصحة فري - لكل مرض علاج
الصحة فري - لكل مرض علاج
أنا طالب ماستر الصحة أقطن بالمغرب، تعرضت خلال مسيرتي الدراسية لعدة مشاكل صحية مثل القولون العصبي(بومزوي)، الخلعة، الإكتئاب، التوتر، ضيق التنفس، الضغط الدموي، الإمساك، البواسير.. دخلت الجامعة فأنقض العلم حياتي تابعوني على مواقع التواصل تحت شعار لكل مرض علاج.
تحذير هام : المواد المنشورة في موقع الصحة فري هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية؛ يجب البقاء على تواصل مع الطبيب بأي حال من الأحوال. المرجو الإطلاع على سياسة الخصوصية و شروط الإستخدام.
تعليقات