متلازمة الأمعاء القصيرة : الأعراض، الأسباب، تشخيص وطرق العلاج إذا كنت تريد معرفة المزيد من التفاصيل بخصوص هذا المرض تابع القراءة حتى نهاية المقال. للتعرف على هذا المرض الخلقي النادر الذي يصيب بعض الأطفال الصغار حديثي الولادة ويسبب لهم بعد ذلك عدة أعراض.
متلازمة الأمعاء القصيرة |
ما هي متلازمة الأمعاء القصيرة ؟
متلازمة الأمعاء القصيرة (short bowel syndrome) هو مرض وإضطراب يصيب الجهاز الهضمي فيسبب عجز وفشل الأمعاء الدقيقة على إمتصاص المواد والعناصر الغذائية. (البروتينات، السكريات، الدهنيات، المعادن والفيتامينات ...) الضرورية لنمو الأطفال ومنع حالات نقص التغذية لدى البالغين.
وبشكل عام فإن الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة قد تنشئ في غالب الأحيان بشكل وظيفي أو عضوي نتيجة عيب خلقي منذ الولادة أو عملية إستئصال للأمعاء. بسبب العديد من الأمراض والإضطرابات التي قد تصيبها فرغم أن بقاء نصف طول الأمعاء الدقيقة لدى الأطفال وبقاء أقل من 200 سم لدى البالغين. لا يؤدي لإصابتهم بأعراض العوز الغذائي إلى جانب ذلك فإن التغذية الوريدية قد تلعب دورا هاما في تخفيف الأعراض الخطيرة. وكذا إنقاض حياة المرضى الذين ساءت حالتهم بفعل متلازمة الأمعاء القصيرة.
• في الحالة الطبيعية : عند الأشخاص السليمين فإن الأمعاء الدقيقة تقوم بوظيفتها بشكل إعتيادي. حيث إلى جانب طولها الذي يتراوح بين 4.6 و 9.8 متر فإن الأمعاء الدقيقة بنيويا تتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية :
° الإثنى عشر أو العفج (duodenom) : هذا الجزء يظهر على شكر الحرف c ويعتبر إمتداد لبنية المعدة بطول قصير جدا. يتراح بين 20 و 25 سنتمتر حيث يستقبل الإثنى عشر من المعدة الكيموس الذي هو عبارة عن خليط من شذايا الأطعمة الشبه مهضومة والعصارة المعدية. ويقوم بإعادة هضمه بمساعدة العصارة البنكرياسية التي يستقبلها من القناة البنكرياسية والمادة الصفراء التي يستوردها من القناة الصفراوية.
° الصائم (jejunum) : بطول يصل إلى 2.5 متر يقع هذا الجزء وسط الأمعاء الدقيقة ويربط كل من الإثنى عشر واللفائي. حيث بفضل مساحة الإمتصاص الشاسعة التي تتيحها الزغابة المعوية المتلولبة بين الثنيات الدائرية. يستطيع الجسم الإستفادة من العناصر الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، المعادن والأملاح المعادن).
° اللفائفي (ileum) : هو الجزء الأخير الذي يقع في نهاية المعي الدقيق بطول يترواح بين 2 و 4 متر. تستوطنه الخلايا الظهارية التي تتخذ شكل نتوئات شبيهة بأصابع اليدين تعرف بإسم الزغابة. هذه الأخيرة يوجد على سطحها أعداد غير متناهية من الزغيبات التي تشكل مساحة إمتصاص عالية من خلالها ترتبط العناصر الغذائية. التي تتمثل أساسا في الفيتامين B12 الذي تنتجه بكتيريا الأمعاء والأحماض الصفراوية بالإضافة لمخلفات الهضم التي فشل الصائم في إمتصاصها.
• في الحالة المرضية : بسبب العوز الغذائي الذي يعاني منه الأشخاص المصابين بمتلازمة الأمعاء القصيرة. والناتج أساسا عن سوء إمتصاص المواد الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، المعادن والفيتامينات). فإن جسم المرضى المصابون بهذا المشكل يكون أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض والإضطرابات. وذلك تبعا لجزء الأمعاء المشوه خلقيا أو الذي تم إستئصاله مما يؤثر على آلية عمل الأمعاء من الناحية البنيوية والوظيفية :
° الإثني عشر (duodenom) : بشكل عام فإن الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة لا تؤثر بشكل كبير على منقطة الإثنى عشر ولا تعرض الجسم لمضاعفات خطيرة. نظرا لأن هذا الجزء من المعي الدقيق كما تابعنا سابقا غير متخصص في إمتصاص العناصر الغذائبة (البروتينات، الدهنيات، السكريات، المعادن والفيتامينات). ولهذا فإن إستئصاله أو تعطيله وظيفيا لن يؤدي لإصابة المريض بالفاقات الغذائية.
° الصائم (jejunum) : إن الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة لا تؤثر بشكل بليغ على أداء منطقة الصائم. حيث ورغم تدخل العديد من الأسباب والعوامل التي قد تساهم في تقليص طوله من 2.5 متر إلى 100 سم. إلا أنه وبهذا الطول فقط يستطيع الصائم إمتصاص كميات وافرة من العناصر الغذائية وذلك بسبب تكيف وتأقلم ما تبقى من أجزائه. تحديدا ﺍﻟﺰﻏﺎﺑﺎﺕ (Vili) التي تصبح في هذه الحالة ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺨﺒﺎﻳﺎ (crypts). ﺑﻴﻨﻬﺎ أعمق وذلك من أجل تعويض أداء مساحة الأجزاء الأخرى المفقودة أو المعطوبة.
° اللفائفي (ileum) : بخلاف منطقة الصائم فإن الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة تؤثر بشكل كبير على منقطة اللفائفي. حيث رغم نشاطها الأنزيمي إلا أنها تفقد نهائيا القدرة على إمتصاص المواد الغذائية بسبب قصر طول الزغابات (vili) والخبايا (crypts). بينها لا تكون أعمق مما يحتم على المريض إدخال مواد القيت إلى جسمه عبر ما يعرف بالتغذية الوريدية تفاديا للإصابة بالفاقات الغذائية. الناتجة عن سوء إمتصاص الفيتامينات تحديدا الفيتامين B12 وبعض الفيتامينات الأخرى القابلة للذوبان في الدهون "أملاح المرارة". مثل الفيتامين A ، D ، K ، E بالإضافة للنقص في المعادن أساسا الكالسيوم، الزنك والمنغنسيوم.
¤ ملاحظة هامة : إضافة لما ذكرناه سابقا فإن الأمعاء تحديدا القولون يحافظ على توازن كل من السوائل والأملاح. بما يعادل يوميا 3 إلى 4 لترات من محلول الملح المتساوي التوتر. ولهذا فإن الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة يخل بهذا التوازن إضافة إلى أن السكريات التي لا تمتصها الأمعاء الدقيقة. تتحول لأحماض دهنية تمتص من طرف القولون وبالتالي فإن إستئصال القولون يرفع من إحتمالية إعتماد المريض بشكل دائم على التغذية الوريدية .
أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة
● أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة الخاصة بالجهاز الهضمي : هي مجموعة من الأعراض. التي يعاني منها جميع المرضى المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة على مستوى الجهاز الهضمي نذكر منها ما يلي :
• الإسهال : يعتبر الإسهال من أبرز الأعراض التي يعاني منها غالبية المرضى المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة. والتي تظهر عندما تعجز الزغبات المعوية على إمتصاص المياه من جوف الأمعاء في إتجاه الدورة الدموية الشيء الذي يزيد في ميوعة الفضلات وفقدان صلابتها.
• البراز الدهني : تؤدي الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة إلى حدوث مشكلة فشل إمتصاص العناصر الغذائية على مستوى الأمعاء. الشيء الذي ينتج عنه خروج هذه المواد مع البراز أهمها الدهنيات حيث تبدو الفضلات في هذه الحالة زيتية المظهر ولينة من حيث القوام.
• آلام وتشنجات مزعجة : بالإضافة إلى ما ذكرنا سابقا فإن المرضى المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة. يعانون من آلام حادة وتشنجات مزعجة تظهر وتختفي كما تزاد حدتها من وقت لآخر.
• الإنتفاخات وغازات البطن : ينتج كذلك عن متلازمة الأمعاء القصيرة الكثير من الغازات المزعجة. التي تتسبب في حدوث الإنتفاخات على مستوى البطن مما يؤثر سلبا على جودة حياة المريض اليومية.
● أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة خارج الجهاز الهضمي : هي مجموعة من الأعراض. التي يعاني منها بعض المرضى بمتلازمة الأمعاء القصيرة دون سواهم خارج الجهاز الهضمي نذكر منها ما يلي :
• الفاقات الغذائية الحادة : يعاني أغلب المرضى المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة من سوء إمتصاص العناصر الغذائية مثل البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، الفيتامينات والأملاح المعدنية. وتمريرها إلى الدورة الدموية من أجل تلبية الحاجات اليومية لخلايا جسم الإنسان مما ينتج عنه عوز غذائي يؤدي لظهور الفاقات الغذائية الحادة. التي تمهد الطريق أمام تكون العديد من الأمراض والإضطرابات الخطيرة تؤثر على المريض من الناحية الجسدية والنفسية نذكر منها ما يلي :
° التعب والعياء المزمن
° فقدان الوزن الشديد
° العطش والجفاف
° هشاشة العظام
° تقسف الأظافر
° فقر الدم الحاد.
° تساقط الشعر
° القلق والتوتر
° جفاف الجلد
° تلف الذاكرة
° بطء النمو.
أسباب متلازمة الأمعاء القصيرة
● أسباب متلازمة الأمعاء القصيرة الفيزيومرضية : هناك العديد من الأمراض والإضطرابات التي قد تصيب الأمعاء أو الأعضاء المجاورة لها. وتفرض في الأخير على الأطباء والمرضى إجراء عمليات جراحية عاجلة لإستئصال الأجزاء المتضررة من الأمعاء الدقيقة والغليظة. على حد سواء الشيء الذي يتسبب في حدوث متلازمة الأمعاء القصيرة هذه الأمراض نذكر منها ما يلي :
• السرطانات الخبيثة : يعتبر سرطان الأمعاء الدقيقة وسرطان القولون من أشهر الأسباب التي تدفع الأطباء إلى إستئصال أجزاء الأمعاء التي توغلت فيها الأورام السرطانية. وتعرضت بالتالي إلى إنخفاظ قدرتها على إمتصاص المواد الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، المعادن والفيتامينات). وذلك تفاديا لتطور السرطان في إتجاه ظهور مضاعفات خطيرة (إنسداد الإمعاء) قد تؤدي بشكل أو بآخر إلى وفاة المريض.
• أمراض الأمعاء الإلتهابية : بالإضافة للسرطانات الخبيثة فإن الأمعاء عرضة كذلك لأمراض إلتهابية أخرى مثل داء كرون الذي يصيب الأنبوب الهضمي. بداية من الفم والمريء وصولا إلى المستقيم والقناة الشرجية نهيك عن مرض إلتهاب القولون التقرحي الذي يستهدف الأمعاء الغليظة. فقط الشيء الذي يدفع الأطباء في كلتا الحالتين إلى إجراء عملية جراحية. لإستئصال الأجزاء الأكثر تضررا بالإلتهابات من الناحية الوظيفية والبنيوية مما يؤدي بشكل أو بآخر إلى الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة.
• إنسداد الأمعاء (Intestinal obstruction) : قد يصاب كذلك بعض الأشخاص بمتلازمة الأمعاء القصيرة كنتيجة لعمليات جراحية. يجريها الأطباء على الأشخاص الذين تعرضوا لمشكلة إنسداد الأمعاء. التي تحدث جراء العديد من الفتق المعوي، إلتصاق الأمعاء، الرتق المعوي، الإنفتال المعوي.....).
• ﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ (Gastroschisis) : هو عبارة عن عيب خلقي تزداد فيه أمعاء الأطفال وهي ممتدة خارج الجسم. عبر فجوة بالقرب من سرة البطن مما يعرقل عملية الإمتصاص الطبيعية وبالتالي الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة.
• ﺩﺍﺀ ﻫﻴﺮﺷﺴﺒﺮﻭﻧﻎ (Hirschsprung's disease) : هو عبارة عن إضطراب ثم وصفه للمرة الأولى من طرف Harold Hirschsprung سنة 1886. حيث أنه يحدث نقصٌ في التعصيب اللاودِّيّ (parasympathetic innervation) بين المستقيم والأمعاء الغليظة. وذلك بسبب اعتلال في عملية انتقال الخلايا العصبية خلال تطور الجنين الشيء الذي يعيق عملية إمتصاص المواد الغذائية ومنه الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة.
• الإلتهاب المعوي القولوني الناختر (Necrotizing enterocolitis) : الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة قد تكون أحيانا من مضاعفات نخر الأمعاء. الذي يسبب موت الخلايا وبالتالي عطل وظيفي في آلية إمتصاص العناصر الغذائية بواسطة الزغابة المعوية.
• ﻧﻘﺺ ﺍﻟﺘﺮﻭﻳﺔ ﺍﻟﻤﺴﺎﺭﻳﻘﻴﺔ (Acute mesenteric ischemia) : هو عبارة عن إنسداد يصيب الشريان المساريقي العلوي. ويؤدي إلى إيقاف تدفق الدم إلى أجزاء معينة من الأمعاء الشيء الذي ينتج عنه موت خلايا الزغابة المعوية التي تقوم بعملية إمتصاص المواد الغذائية.
• الجلطات الدموية (Blood clots) : قد تتعدد الأسباب التي تقف وراء حدوث الجلطات الدموية بالقرب من الأوردة والشرايين المحيطة بالأمعاء. لكن كيف ما كانت الأسباب فإن هذه المشكلة تؤدي إلى موت خلايا الزغابة المعوية وبالتالي الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة.
• الرضوض (bruise أو contusion) : هي أحد أنواع الأروام التي تصيب الأنسجة وتساهم في تمزق الشعيرات الدموية والأوردة. مما يتيح للدم إمكانية التسرب إلى الأنسجة الداخلية المحيطة مما يرفع إحتمالية الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة.
● أسباب متلازمة الأمعاء القصيرة منذ الولادة : قد يزداد الأطفال منذ الولادة ولهم إستعداد مسبق للإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة. وذلك نتيجة العيوب الخلقية التي تتمثل في أمراض مثل مرض نخر الأمعاء وﺍﻧﺸﻘﺎﻕ ﺍﻟﺒﻄﻦ ﺍﻟﺨﻠﻘﻲ الذي يقلص وظيفيا وبنيويا مساحة إمتصاص المواد الغذائية. (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، المعادن والفيتامينات) يعرض بذلك الأطفال إلى العديد من الفاقات الغذائية. التي تظهر على شكل إضطربات في النمو، التركيز، الذاكرة، فقر الدم، الوهن والتعب، القلق والتوتر....).
● أسباب متلازمة الأمعاء القصيرة الناتجة عن الأخطاء الطبية : قد يصاب بعض مرضى سرطان الأمعاء بمتلازمة الأمعاء القصيرة. نتيجة الأخطاء الطبية في علاج السرطان بالأشعة مما يؤدي إلى قتل خلايا الزغابة المعوية المتخصصة في إمتصاص المواد الغذائية.
تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة
● تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة شفهيا : هي مقابلة شفهية يجريها الطبيب المختص في طب الجهاز الهضمي. مع المريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة تتهخللها بعض الأسئلة التي يوجهها الطبيب للمريض نذكر منها ما يلي :
• مراجعة التاريخ الطبي المرضي : يستفسر الطبيب المريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة عن تاريخ بداية الأعراض الأولى للمرض. والأوقات التي تشتد فيها هذه الأعراض بالإضافة لردة فعل المريض إتجاه هذه الأعراض هل تكون بالأدوية أو بالأعشاب الطبيعية.
● تشخيص لمتلازمة الأمعاء القصيرة بدنيا : بعد إنتهاء حصة التشخيص الشفهي وحصول الطبيب على الأجوبة المراد سماعها من المريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة. ينتقل لإجراء فحوصات التشخيص البدني للتأكد من الفرضيات التي وضعها مسبقا حول طبيعة ونوع المرض.
• تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة الخاص بالجهاز الهضمي : هي مجموعة من الفحوصات التي يجريها الطبيب للمريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة نذكر منها ما يلي :
° الكشف بالأشعة السينية (رنتجن x-ray) : خلال هذا الفحص يتناول المريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة محلول أو أقراص تحتوي على مادة الباريوم المشعة. التي تتيح للطبيب الكشف بالأشعة السينية عن مساحة الأمعاء الدقيقة المعطوبة. والمصابة بخلل في إمتصاص العناصر الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، الفيتامينات والأملاح المعدنية).
° الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan) : هي أحد التقنيات الطبية التي تستخدم الأشعة السينية (أشعة إكس). والتي تساعد على رسم صورة ثلاثية الأبعاد لأعضاء الجسم الداخلية مما يتيح للطبيب ملاحظة المساحة المتضررة من الأمعاء الدقيقة.
° ﺍﻟﻤﻮﺟﺎﺕ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﺼﻮﺗﻴﺔ (ultrasound) : تستعمل الموجات فوق الصوتية العالية التردد لإبراز صور هيكلية للمنطقة التي يتم فحصها. هذه الصور قد تقدم معلومات مهمة حول وضعية الأمعاء الدقيقة من الناحية البنيوية والنسيجية.
• تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة خارج الجهاز الهضمي : هي مجموعة من الفحوصات. التي يجريها الطبيب للمريض بمتلازمة الأمعاء الدقيقة خارج الجهاز الهمي نذكر منها ما يلي :
° تحاليل الدم : في الحالات المزمنة والحادة قد ينصح الطبيب المريض بمتلازمة الأمعاء القصيرة بإجراء فحوصات وتحاليل لعينة من الدم. للتأكد من عدم إصابة المريض بالفاقات الغذائية الدالة على سوء إمتصاص المعادن والفيتامينات على مستوى الأمعاء الدقيقة.
° إختبار البراز : في حالة فشل وعجز الأمعاء الدقيقة على إمتصاص العناصر الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، الفيتامينات والأملاح المعدنية). فإن إختبار البراز قد يساعد على تقييم كفاءة الإمتصاص ويؤكد تشخيص متلازمة الأمعاء القصيرة.
° إختبار كثافة العظام : تؤدي متلازمة الأمعاء القصيرة إلى فقدان كميات مهمة من معدن الكالسيوم. نتيجة فشل وعجز الأمعاء الدقيقة على إمتصاص هذا المعدن والحصول عليه بعد هضم الأغذية على مستوى الأمعاء.
علاج متلازمة الأمعاء القصيرة
● علاج متلازمة الأمعاء القصيرة بالإسعافات الأولية : أحيانا ولدى بعض حالات المرضى المصابون بمتلازمة الأمعاء القصيرة. قد يلتجئ الطبيب أو الممرضة عبر مجموعة من الأساليب الطبية والتقنيات العلاجية إلي الوصول بالمريض إلى أفضل وضع صحي ممكن. وتحضيره بذلك إلى وقت وصول المساعدة الطبية الكاملة، وعموما يمكن التدخل في هذه الحالة عبر الإجراءات التالية.
• التغذية الوريدية (Parenteral nutrition) : في حالة الإصابة بمتلازمة الأمعاء القصيرة التي تتميز بسوء إمتصاص العناصر الغذائية (البروتينات، الدهنيات، السكريات، الماء، الفيتامينات والمعادن). وعدم وصولها إلى الدورة الدموية فإن التغذية الوريدية في هذه الحالة قد يكون لها فارق كبير في إنقاض حياة المريض. وذلك عبر تزويده بمحاليل تضم السوائل ﻭﺍﻷﻣﻼﺡ (ﺍﻟﺼﻮﺩﻳﻮﻡ, ﺍﻟﻜﻠﻮﺭﻳﺪ ﻭﺍﻟﺒﻮﺗﺎﺳﻴﻮﻡ) من أجل تعويض العناصر الغذائية ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻘﺪﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ.
• التغذية المعوية (Enteral nutrition) : مباشرة بعد إجراء عملية إستئصال للأجزاء المتضررة من الأمعاء وتعويض الفيتامينات والمعادن المفقودة من الجسم. عبر التغذية الوريدية التي قد تدوم أشهر أو سنوات عديدة يجب الإنتقال شيئا فشيئا إلى تغذية الجسم عبر الأمعاء لإعادة تنشيط عمليات الهضم المكانيكي والكيميائي. على مستوى هذه الأعضاء وذلك بمساعدة التغذية المعوية الإصطناعية المساندة. حيث يتم إدخال العناصر الغذائية المختلفة التي يحتاجها المريض إلى الجسم، عادة باستخدام مسبار يوجه مباشرة إلى الأمعاء أو المعدة.
● علاج متلازمة الأمعاء القصيرة بالأدوية : يمكن أحيانا للطبيب أن يوصي بإستعمال بعض الأدوية والعقاقير التي تؤخذ عن طريق الفم. من أجل تفادي تطور أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة. في إتجاه ظهور مضاعفات خطيرة قد تودي بحياة المريض إلى الوفاة حيث من بين هذه الأدوية نذكر ما يلي :
• مضادات مستقبلات الهيستامين H2 (بالإنجليزية : H2 antagonist) : هي صنف من عائلة الأدوية التي تكبح آلية عمل الهستامين الموجودة على الخلايا الجدارية للمعدة. الشيء الذي يؤدي إلى تقليل إفراز حمض HCL من هذه الخلايا. وبشكل عام فإن هذه الأدوية قد تساهم في تحسين أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة. الخاصة بالجهاز الهضمي لكن استخدامها إنحسر بسبب استخدام مثبطات مضخة البروتون الأكثر فعالية.
• متبطات مضخة البروتون (Proton pump inhibitors) : هي صنف أخر من عائلة الأدوية التي تعد أكثر فعالية كما ذكرنا سابقا من مضادات مستقبلات الهيستامين. والتي تعمل على تتبيط إفراز البروتون +H وبالتالي تقليل من نسبة حموضة المعدة الشيء الذي ينعكس إيجابا على التخفيف من أعراض متلازمة الأمعاء القصيرة.
• المضادات الحيوية (Antibiotics) : تستعمل هذه الأدوية في حالة الإصابة بفرط ﻧﻤﻮ ﺍﻟﺒﻜﺘﻴﺮﻳﺎ. على متسوى الأمعاء تجنبا لتفاقم الأعراض التي تؤثر سلبا على حياة المريض من الناحية الجسدية والنفسية.