يعتمد تشخيص داء كرون على بعض الفحوصات الضرورية لتأكيد المرض وعدم خلطه مع أعراض أمراض وإضطرابات أخرى تصيب الجهاز الهضمي. وللتعرف على طرق تحليل مرض كرونز تابع قراءة المقال للنهاية للمزيد من التفاصيل المهمة حول خطوات تشخيص هذا المرض الإلتهابي.
تشخيص داء كرون |
تحليل مرض كرونز
مرض كرونز أو إلتهاب داء كرون (بالإنجليزية : inflammatory crohn's disease) هو أحد الأمراض الإلتهابية التي تصيب الأنبوب الهضمي بكامله. تحديدا على مستوى الطبقة المخاطية والتحت مخاطية لجدار كل من الفم والمريء مرورا بالمعدة والأمعاء إنتهاءا بالمستقيم وفتحة الشرج.
علميا مرض كرون يحدث بسبب خلل في وظيفة الجهاز المناعتي الذي يهاجم الجهاز الهضمي على أساس أن بطانة أعضائه لا تنتمي إلى الجسم. لهذا السبب فإن داء كرون ينتمى إلى صنف أمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية : autoimmune diseases) لكن هناك أسباب أخرى لمرض كرونز. مثل العامل الوراثي الذي تتحكم فيه الجينات كما أن بعض السلوكيات الخاطئة والبيئة التي يعيش فيها الشخص قد تكون سببا في الإصابة بداء كرون الإلتهابي.
داء كرون هو مرض مزمن وخطير لدجة أنه قد يكون قاتلا في بعض الحالات خصوصا بالنسبة للمرضى الذين يهملون التشخيص الدقيق في الوقت المناسب. وتناول الأدوية المثبطة لنشاط الجهاز المناعتي إتجاه بطانة الأنبوب الهضمي. فالإلتهابات والتقرحات الناتجة عن مرض كرون قد تنتقل في غياب العلاج إلى الأعضاء المجاورة مثل الكبد، البنكرياس، الطحال، الكليتين وأعضاء أخرى. الشيء الذي يسبب مضاعفات خطيرة قد تنتهي بالوفاة كما أشرنا لذلك سابقا.
فحص مرض كرون
● تشخيص داء كرون شفهيا : يعتمد التشخيص الشفهي عادة على مجموعة من الأسئلة التي يوجهها الطبيب. المختص في طب الجهاز الهضمي إلى المريض بداء كرون وتضم هذه الأسئلة الإستفسار عن ما يلي :
• مراجعة التاريخ الطبي للمريض : يستجوب الطبيب المريض بداء كرون على تاريخ بداية الأعراض الأولى للمرض. وماذا كان يفعل المريض إتجاه هذه الأعراض والأوقات التي تشتد فيها هذه الأعراض.
• مراجعة السجل المرضي العائلي : يراجع الطبيب المختص في طب الجهاز الهضمي مع المريض الذي يحتمل إصابته بداء كرون السجل المرضي العائلي. بحثا عن أي إشارة تدل على إصابة فرد من العائلة الصغيرة أو الكبيرة بنفس الأعراض التي يشتكي منها المريض حاليا.
● تشخيص داء كرون بدنيا : بعد إنتهاء التشخيص الشفهي وحصول الطبيب على أجوبة واضحة ومقنعة من المريض. يتوجه مباشرة لإجراء الفحص البدني الذي من خلاله سوف يتأكد بأن الأعراض التي يشكو منها المريض تخص داء كرون وليس مرض إلتهابي آخر :
• تشخيص داء كرون الخاص بالجهاز الهضمي : يخص هذا التشخيص فقط الجهاز الهضمي بحثا عن أي إعتلال أو خلل. من الممكن أن يساعد الطبيب في إستنتاج إصابة المريض بداء كرون ويضم هذا التشخيص عادة ما يلي :
¤ فحص عينة من البراز : يساعد فحص البراز عادة على تقييم نشاط الجهاز المناعتي خصوصا إذا تم رصد خروج الكريات البيضاء مع البراز. في هذه الحالة يستنتج الطبيب مباشرة أن الأنبوب الهضمي الخاص بالمريض يتعرض لنشاط مناعتي.
¤ تنظير القولون : هو فحص مهم جدا يجريه الطبيب للمريض بداء كرون وذلك بمساعدة أنبوب طويل ومرن مزود في نهايته بكاميرا ومصباح. يمكن الطبيب بعد إدخاله من الفتحة الشرجية للمريض من إلتقاط مقاطع فيديو وصور عالية الجودة يتم عرضها في شاشة الحاسوب أو التلفيزيون. أمام الطبيب الشئ الذي يتيح له ملاحظة التقرحات والإلتهابات على جدران خاصة القولون ونهاية المعي الدقيق السفلى (اللفائفي).
¤ تنظير القولون الملتوي : يستخدم هذا الفحص عن طريق أنبوب طويل ومرن مزود بكاميرا ومصباح في نهايته. يساعد الطبيب بعد أن يدخله في الفتحة الشرجية للمريض في تحديد أجزاء القولون الملتوية ومكان تواجد الإنتناءات العضلية (إنسداد القولون ).
¤ حقنة الباريوم الشرجية : حقنة تحتوي على مادة الباريوم المشعة التي تساعد الأطباء المتخصصين في الكشف إشعاعيا عن مصدر الخلل في الأنبوب الهضمي بالكامل.
¤ الكشف بالأشعة السينية : هي تقنية تستعمل بعد حقنة الباريوم الشرجية من أجل التفرقة بين إلتهاب القولون التقرحي وداء كرون.
¤ الفحص بالتصوير المقطعي المحوسب (CT) : يستخدم هذا الفحص إما على منطقة الحوض أو على البطن مباشرة. وذلك حينما يشك الطبيب في المضاعفات الخطيرة التي قد تنجم عن داء كرون الإلتهابي وتمكن هذه التقنية كذلك من تقييم مدى خطورة الإلتهابات والتقرحات. خصوصا على جدران القولون بالإضافة إلى الحصول على رسم تخطيطي يبرز الحركة الدودية للأمعاء.
¤ التصوير بالرنين المغناطيسي (MR) : أحيانا قد يلجئ الطبيب إلى إستعمال تقنية الكشف بالرنين المغناطيسي للتأكد من عدم إنتشار الإلتهابات والتقرحات. في الأجزاء المجاورة للقولون خصوصا الأمعاء الدقيقة وإذا تم رصدها يستنتج الطبيب مباشرة المريض يعاني متلازمة داء كرون المزمن.
• تشخيص داء كرون خارج الجهاز الهضمي : قد يلجأ الطبيب أحيانا إلى إجراء بعض الفحوصات والتحاليل خارج الجهاز الهضمي. هذه المرة قصد زيادة تأكيد إستنتاج الطبيب حول إصابة المريض بداء كرون هذه الفحوصات تضم ما يلي :
¤ إختبار عينة البول : قد يلجئ الطبيب أحيانا إلى إجراء إختبار لعينة البول وذلك لإستبعاد إضطرابات آخرى. ناجمة عن العدوى البكتيريا أو الفيروسية أو الطفيلية....).
¤ إختبار عينة الدم : قد يقترح الطبيب المختص المشرف على حالة المريض إجراء إختبار للدم للتأكد من عدم إصابته بفقر الدم. الذي قد يحدث جراء النزيف الدموي الشائع في حالات المرضى المصابون بداء كرون. بالإضافة على أن هذا الفحص يساعد الأطباء على رصد العدوى الطفيلية في حالة إصابة المريض بها.