أعراض الإكتئاب السلوكية بالتفصيل

أعراض الإكتئاب السلوكية هي تعبير عن معانات مريض الإكتئاب الجسدية والنفسية إلى جانب ذلك يمكن أن تكون هذه السلوكيات مصيدة. تجعل الإكتئاب يحكم قبضته على المريض وأحيانا أخرى يمكن أن ينهي سلوك الإنتحار حياة الشخص إلى الأبد لا قدر الله.

اعراض الاكتئاب السلوكية
أعراض الإكتئاب السلوكية

اعراض الاكتئاب السلوكية

علامات الإكتئاب السلوكية قد تختلف من مريض لآخر لكن العامل المشترك يبقى هو أنها تظهر في جميع درجات ومراحل الإكتئاب بشكل متفاوت الخطورة. حيث مثلا الإنحرافات السلوكية غالبا ما تبدأ في المراحل الأولى من الإكتئاب بالمقابل فإن التفكير في الإنتحار غالبا ما يكون في المراحل المتأخرة من الإكتئاب. ولهذا فإن هذا الأمر مهم جدا في تقييم وضعية المريض بالإكتئاب الصحية والإستعجال في رسم خطط علاجية لتوقيف نزح الأعراض في إتجاه ظهور المزيد منها.

أعراض الإكتئاب السلوكية نادرا ما يتم الإلتفات إليها من طرف المريض لأنها ببساطة تدخل ضمن نطاق اللاوعي وتتشكل مع شخصية المريض بالإكتئاب. خصوصا إذا تعرض لنوبات الإكتئاب لفترات طويلة يصبح من الصعب عليه إدراك هذه الأعراض. بحيث يمكن أن يقبل على تناول المخدرات أو الإنتحار بدون أن يفطن لذلك أو يشعر بتأنيب الضمير أو إستحضار عقاب الله. وحده الطبيب النفسي  من له القدرة على تشخيص حالة المريض بالإكتئاب. وذلك بمساعدة الدليل الإحصائي والتشخيصي للأمراض والإضطرابات النفسية والعقلية الصادر من طرف الجمعية الأمريكية للطب النفسي.

علامات الإكتئاب السلوكية تعرضت للإصابة بها أنا شخصيا "عبد الهادي اليزغي" صاحب هذا الموقع وكان عليا من الصعب تجاوزها. نظرا لأنني كنت أتهرب لبعض السلوكيات مثل الإدمان على الإنترنت لأنني كنت أشعر أنه العالم الذي يمكنني فيه أن أجد راحتي وسكينتي. والتخلص بذلك من وحش الإكتئاب الذي يلاحقني فكنت أقضي ساعات طويلة أتصفح فيها المواقع والمنتديات. لكنني أدركت مأخرا أنني أزيد غرقا وتوغلا في أعراض الإكتئاب الجسدية، النفسية والسلوكية. وكان عليا أن أوقف هذا الأمر بتقنين إستعمالي اليومي للإنترنت ومحاولة الإنفتاح على العالم الواقعي. حاولت وفشلت لمرات عديدة لكنني بذلك الفشل إزداد إصراري وعزيمتي وحققت النجاح في الأخير ثم تغلبت على أعراض الإكتئاب السلوكية.


اعراض الاكتئاب السلوكية عند الرجال

● الشراسة والعدوانية :  يعتقد البعض أن مريض الإكتئاب هو ذلك الشخص اللطيف والحزين الذي يعتزل الناس والمجتمع ولا يمكنه أن يشكل خطورة على الآخرين. وهذه في الحقيقة نظرة مغلوطة على مرضى الإكتئاب لأن الدراسات والأبحاث العلمية التي تجرى على المساجين الذين يتعرضون لنوبات الإكتئاب في زنزاناتهم. تؤكد أن معدل العنف والعدوانية إتجاه الأخرين تزداد بنسب عالية جدا وهذا الأمر له تفسير علمي بزيادة بعض الأنزيمات الكيميائية التي تدعى بالإنجليزية "Monoamine oxidases". وصفه المختصر (MAO) والذي يسمى أيضا بأنزيم العنف حيث يتدخل في تفكيك بعض النواقل العصبية مثل هرمون الساعدة أو السيرتونين وهرمون النشوة أو الدوبامين.

● الإنحرافات السلوكية : من أعراض الإكتئاب السلوكية المنتشرة بكثرة بين صفوص المرضى نجد الإنحرافات السلوكية. التي يلتجئ إليها المصابين بالإكتئاب بوعي أو بدون وعي مسبق منهم حيث تكون هي الملاذ الوحيد لتفريغ المعانات الجسدية والنفسية التي يتعرضون لها. إلا أنه ومع ذلك فإن هذه الإنحرافات السلوكية يمكن أن تكون بمثابة مصيدة تجعل الإكتئاب يحكم قبضته على المريض. ويعود إليه بشكل متوحش أكثر من السابق، ومن بين هذه الإنحرافات نذكر ما يلي :

• إدمان المواد المخدرة : هناك العديد من مرضى الإكتئاب الذين يدمنون المواد المخدرة بسبب وحش الإكتئاب الذي يلاحقهم بإستمرار. حيث عند تناولهم المخدرات التي تمنحهم شعور مؤقت بالسعادة والمتعة يكون في وعيهم وإعتقادهم أنهم يتخلصون ويخففون من أعراض الإكتئاب الجسدية والنفسية. لكن على العكس تماما فإن إدمان المخدرات يجعل من الإكتئاب يعود بشكل أكثر توحشا وآلما من الناحية الجسدية والنفسية. وهذا الأمر تم تأكيده على موقع addictioncenter الذي جاء فيه أن المخدرات تدمر مستقبلات الناقل العصبي الدوبامين. وتقلل تركيزه في المشبك العصبي مما يجعل المريض يزيد من جرعات إستهلاكه للمخدرات وبهذا الشكل يدخل المريض بالإكتئاب في حلقة مفرغة يصعب الخروج منها.

• إدمان سلوكيات معينة : الإنحرافات السلوكية لمرضى الإكتئاب يمكن أن تكون أحيانا في إتجاه إدمان سلوكيات معينة. مثل إدمان الإنترنت، إدمان الوجبات السريعة والغنية بالسكريات، إدمان التسوق، إدمان الإستمناء والأفلام الإباحية، إدمان الألعاب الإلكترونية.....). هذه السلوكيات الإدمانية وغيرها قد لا يعتقد البعض أن لها تأثير على صحة الإنسان لكن الدراسات والأبحاث العلمية الحديثة تؤكد أن الإدمان السلوكي. يمكن أن تكون أضراره مشابهة تماما للإدمان على المواد المخدرة خصوصا أنها لا تحضى بإنتباه المريض وإدراكه. ويحسب من خلالها أنه يرفه ويسلي نفسه للحصول على السعادة ولكن بذلك يؤثر على صحته الجسدية والنفسية في آن واحد.

● الإنطواء والعزلة : من أبرز أعراض الإكتئاب السلوكية نجد كذلك الإنطواء والعزلة التي يعاني منها أغلب مرضى الإكتئاب بدون إستثناء. حيث أن المريض في هذه الحالة لا يقرر إعتزال الأسرة أو التجمعات البشرية خارج الأسرة بشكل واعي عن طيب خاطر بل يكون مجبر على ذلك. لأن اللاشعور هو الذي يقرر في هذه الحالة وهذا الأمر تم تأكيده في إحدى الدراسات التي إعتمدت على كبح هرمون الحب الذي يدعى علميا الأكسيتوسين. ومراقبة سلوك فئران التجارب فكانت النتائج أن الفئران الذين تم كبح هرمون الحب في أدمغتهم تعرضوا للعزلة والإنطواء مقارنة بالفئران الطبيعيين الذي يتصرفون بشكل عادي. نتائج هذه التجربة تجعلنا نستنتج أن المرضى بالإكتئاب عندما يعتزلون الناس والمجتمع فإن أدمغتهم هي من تقرر ذلك نيابة عنهم.

● العنف المادي إتجاه الذات : كذلك من أعراض الإكتئاب السلوكية التي نادرا ما ينتبه لها المرضى ويتم تفسيرها بشكل خاطئ من طرف المجتمع. نجد العنف المادي إتجاه الذات حيث أن المريض بالإكتئاب يقوم بأذية نفسه والإنتقام منها من خلال جرح أطراف الجسد خصوصا الوجه واليدين بإصابات بليغة. يمكن أن تؤدي إلى النزيف حتى الموت وهذا الأمر في الغالب يكون الهدف منه تفريغ الكبت النفسي والمشاعر السلبية على الذات. الشيء الذي يزيد في تشويه جمالية الجسد والحصول في الأخير على صورة بشعة لا تنال إعجاب المجتمع والعائلة. وتجعلهم يتجنبون مريض الإكتئاب ويفضلون عدم الإقتراب منه مما يزيد في ألم ومعانات المريض من الناحية الجسدية والنفسية.

●  الإنتحار : تشير منظمة الصحة العالمية أن الإكتئاب حسب النتائج التي تقدمها الأبحاث والدراسات العلمية الحديثة. قد أصبح من أبرز أسباب الإنتحار وأكثرها حصادا للأرواح حول العالم. وهذا السلوك عندما يقبل عليه المريض بالإكتئاب فإنه يكون قد وصل إلى مراحل متأخرة من المعانات الجسدية والنفسية. لفترات طويلة جدا قد تنحصر بين 3 سنوات فما فوق. يفقد خلالها المريض بالإكتئاب الأمل في العلاج والتشافي وتختفي رغبته في العيش ومواصلة الحياة. صحيح أن الإنسان مهما كانت الظروف يجب عليه أن يصبر ويكابد ولا يفقد الأمل في البحث عن علاج الإكتئاب. لكن الدراسات العلمية الحديثة تؤكد مرة أخرى أن مريض الإكتئاب لا يفضل الموت والإنتحار بشكل إرادي وعن قناعة. بل إن البنيات العصبية المتحكمة في حفظ النوع على مستوى الدماغ تتأثر مع مرور الوقت بمشاعر الحزن الشديد وقلة إفرازات النواقل العصبية التي تنشطها. مما يؤدي إلى موت الخلايا العصبية لهذه البنيات وفقدان المريض بالإكتئاب مع مرور الوقت القدرة على التحكم وإدارة حياته وإدراك الفرق بين الموت والحياة.


أحبابي الكرام وصلنا لنهاية هذه التدوينة لا تنسوا مشاركتها مع أصدقائكم لتعم الفائدة إلى اللقاء 
عبد الهادي اليزغي

الصحة فري - لكل مرض علاج

الكاتب : عبد الهادي اليزغي
صفحة فيسبوك الصحة فري - لكل مرض علاج قناة يوتيوب الصحة فري - لكل مرض علاج صفحة تويتر الصحة فري - لكل مرض علاج صفحة لنكدن الصحة فري - لكل مرض علاج
الصحة فري - لكل مرض علاج
أنا طالب ماستر الصحة أقطن بالمغرب، تعرضت خلال مسيرتي الدراسية لعدة مشاكل صحية مثل القولون العصبي(بومزوي)، الخلعة، الإكتئاب، التوتر، ضيق التنفس، الضغط الدموي، الإمساك، البواسير.. دخلت الجامعة فأنقض العلم حياتي تابعوني على مواقع التواصل تحت شعار لكل مرض علاج.
تحذير هام : المواد المنشورة في موقع الصحة فري هي بمثابة معلومات فقط ولا يجوز اعتبارها استشارة طبية أو توصية علاجية؛ يجب البقاء على تواصل مع الطبيب بأي حال من الأحوال. المرجو الإطلاع على سياسة الخصوصية و شروط الإستخدام.
تعليقات